مشاكل.. الطفل وحيد الأبوين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طفلي الوحيد‏..‏ عنيد‏..‏ مدلل‏..‏ يريد ان يكون محور الكون ومركز اهتمام الآخرين‏..‏ يحرجني أحيانا أمام الضيوف بدلعه واصراره علي تلبية رغباته‏!!‏
كما انه يتسبب لي في كثير من المشاكل مع ابيه بسبب التصاقه الزائد بي‏..‏
فهل هناك حد أو حل لمشاكل هذا الطفل الوحيد؟

عالم النفس النمساوي الفريد آدلر له رأي في الطفل الوحيد‏,‏ في مؤلفه معني الحياة :
فالطفل وحيد أبوية يواجه مجموعة خاصة جدا من المشاكل فهو يعاني من وجود منافس لدود هذا المنافس ليس الأخ أو الاخت انما الاب ومن ثم فان هذا الطفل يصاب بما يعرف بعقدة الأم لانه يرتبط بأمه ارتباطا شديدا ويتبعها في كل مكان ويرغب في التخلص من والده وابعاده عن الصورة هذه المشكلة للطفل الوحيد يمكن التغلب عليها اذا كان هناك تعاون وثيق بين الزوجين واصرار علي ان يقوما بتربيته‏.‏

وأكثر ما يخيف هذا الطفل الوحيد ان يرزق ابواه بطفل جديد فهو يرغب في ان يظل مركز اهتمام الجميع طوال الوقت‏,‏ ويشعر بأن هذا هو حقه المكتسب الذي يجب ألا ينافسه فيه أحد‏ .
وعندما يصل هذا الطفل الوحيد الي مرحلة البلوغ ويفقد وضعه كمركز لاهتمام الجميع فان الصعوبات تبدأ في الظهور حيث يصاب بكثير من الامراض النفسية والعضوية‏ .
‏ كما يواجه مشاكل اجتماعية كبيرة في الارتباط والزواج في حياته الاسرية والمستقبلية‏.‏
ومن المواقف التي يمكن ان تهدد بالخطر في نمو وتطور الطفل الوحيد وجوده في بيئة غير اجتماعية فنجده حين يكبر يصبح رجلا منطويا غير اجتماعي وهذه المشكلة يمكن حلها في تأكيد علي الوالدين إنجاب المزيد من الاطفال خاصة اذا لم يكن هناك مانع صحي أو مادي‏,‏ وينصح بأن تكون هناك فترة زمنية طويلة بين اطفال الاسرة الواحدة لكي يحصل كل طفل علي بعض الخصائص والمميزات التي يتمتع بها الطفل الوحيد والفترة الزمنية المثالية بين الطفل والآخر حوالي ثلاث سنوات حيث يكون الطفل الاول وقد بلغ مرحلة من العمر تمكنه من فهم ان انضمام طفل جديد للاسرة لا يهدد وضعه كما تمكنه من اللعب والتعاون مع القادم الجديد ايضا يمكن للاسرة الكبيرة المكونة من الجد والجدة
والاعمام والاخوال ان تتعاون في بناء شخصية ناضجة سوية لهذا الطفل الوحيد وذلك بتنظيم زيارات عائلية ورحلات جماعية بشكل منتظم ودائم ‏.‏

ولكن ماذا لو كان الطفل الوحيد ذكرا في اسرة كل اطفالها إناث‏!!‏

هذا الطفل سيواجه مستقبلا مليئا بالصعوبات فهو يعيش في بيئة انثوية طوال الوقت‏,‏ لأن الاب يكون غائبا معظم اوقات النهار‏,‏ وكل ما يراه هو امه واخوته وربما الخادمة فيشعر انه مختلف عن الجميع وينمو ويتطور في عزلة‏.‏
ويزداد شعوره بالعزلة اذا ما اتحدت الاناث ضده في الرأي أو حاولن اثبات انه لا يوجد ما يدعوه للغرور لانه ولد وسيكون هناك الكثير من المعاناة والتنافس داخل هذه الاسرة واذا كان الطفل في مركز وسط بين اخواته الاناث فانه يكون في اسوأ وضع ممكن لان مهاجمته تتم من الجانبين‏ .
اما اذا كان أكبرهم سنا فانه يتعرض لمنافسة رهيبة من اخواته البنات واذا كان الاصغر علي الاطلاق فانه سيدلل بطريقة مبالغ فيها ‏.‏

فوضع الطفل الذكر في اسرة كل اطفالها اناث هو وضع غير محبوب علي الاطلاق‏ .
‏ لان البيئة الانثوية تختلف عن البيئة المختلطة ولكن المشكلة يمكن حلها اذا اشترك الجميع في حياة اجتماعية نشطة يقابلون فيها غيرهم من الاطفال‏,‏ واذا لم يحدث هذا فان الطفل الوحيد الذكر سيبدأ في التصرف مثل الفتيات‏.
‏

والشئ نفسه يحدث مع البنت الوحيدة بين مجموعة من الذكور فبدراسة احوال البالغين وجدوا ان لديهم انطباعات موجودة منذ عهد الطفولة المبكرة وان هذه الانطباعات تكبر معهم كلما تطور نموهم‏.‏

منقول